وكالة أنباء الحوزة ـــ قال خطباء جمعة لبنان في خطب الجمعة أن "الإمام الحسين جاء ليرفع من شأن هذه الأمة ويحفظها ويخفف كل معاناتها، فهذا هو منطق الرساليين الذين يقدمون أنفسهم من أجل الآخرين"، لافتا إلى أن "إحياء عاشوراء لا يكون بذرف الدموع في المجالس فحسب، بل بأن تمتلئ قلوبنا بحرارة القيم التي ضحى من أجلها الحسين".
السيد فضل الله: عاشوراء تدعونا إلى التحرر من عصبياتنا والوقوف بوجه أي ظالم
ألقى السيد علي فضل الله كلمة في حسينية أسرة التآخي في منطقة النبعة، وقال: "في كلِ سنة تتجدد ذكرى عاشوراء، ونحن لا نريد لها أن تتحول إلى مناسبات نقيمها ونحييها من دون أن تغير في أفكارنا ونفوسنا لتملأها بالحق والخير، أو تنعكس في سلوكنا ومواقفنا عدلا واستقامة في الحياة".
وأضاف: "نتحدث عن شخصيات عظيمة ضحت بكل شيء من أجل الدين ونهضة هذه الأمة، فكانت القدوة التي لا بد من أن نتمسك بالمبادئ التي حملتها، والأهداف الإنسانية التي سعت إلى تحقيقها، وإن حفظناها أبقينا هذا الدين نقيا وصافيا، وجعلنا هذه الأمة تعيش بعزة وكرامة".
وأكد أن "هذه المبادئ والأهداف هي وصية الحسين وأهل بيته. فهل نكون على قدر المسؤولية في الحفاظ عليها والتزامها؟".
وقال: "في عاشوراء تصارع خطان، خط الحق والخير ومصلحة الأمة والمبادئ، وخط الباطل والمصالح الخاصة وحب الشهوات. ونحن في كل محطة مسؤولون أن نحدد مع أيِ خط نقف في هذا الصراع، هل نحن مع خط الحق أم خط الباطل!".
وأشار إلى أن "الإمام الحسين جاء ليرفع من شأن هذه الأمة ويحفظها ويخفف كل معاناتها، فهذا هو منطق الرساليين الذين يقدمون أنفسهم من أجل الآخرين"، لافتا إلى أن "إحياء عاشوراء لا يكون بذرف الدموع في المجالس فحسب، بل بأن تمتلئ قلوبنا بحرارة القيم التي ضحى من أجلها الحسين، لتتجسد في حياتنا مواقف تملأ حياة الناس كلهم بالحب والإيثار والحرية والكرامة والعزة".
وتابع: "إن الحسين الذي نحبه ونقتدي به كإمام، يريدنا أن نقف مع الحق، حتى لو كان على حسابنا وحساب أبنائنا وعشيرتنا، ويريد منا ألا ننغلق على عصبياتنا، بل أن ننفتح كما انفتح هو على كل الناس، لنكون دعاة وحدة، سواء في الساحة الإسلامية أو في الساحة الوطنية. الحسين يريد أن نكون الأمة القوية التي تدافع عن وجودها، وتقف في وجه كل محتل وظالم، من خلال امتلاكها سلاح الوعي والعلم، وأن تمد يدها لمساعدة كل مظلوم، بعيدا عن هُويته وانتمائه، لا كما تفعل الدول الكبرى التي تستخدم قوتها للتسلط على الشعوب ونهب ثرواتها واحتلال بلدانها".
وختم فضل الله: "نريد لهذا البلد أن يكون عزيزا حرا، بعيدا عن منطق الاستئثار والفساد والمحاصصات، وطنا لجميع أبنائه، لا يتسلط عليه أحد، سواء من الخارج أو الداخل، وإننا عندما نواجه الكيان الصهيوني الذي يتربص بنا شرا، لا بد من أن نواجهه بتحصين مناعتنا الوطنية، وبالحكمة في المواجهة التي تردعه، وتفوت عليه الفرصة التي تجعله يحقق ما يرمي إليه من أهداف عدوانية".
الشيخ دعموش: المقاومة حسنت من شروط الردع وبات على الاسرائيلي أن يتوقع الرد الحتمي على أي عدوان
اعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش، خلال كلمة له في المجلس العاشورائي الذي يقيمه الحزب في مارون مسك في الشياح، أن "رفض السياسات والشروط والاملاءات الاميركية علينا وعلى بلدنا هو أحد أشكال التعبير عن استقلالنا واستقلال بلدنا وسيادته".
وقال: "انظروا الى الذين خضعوا للولايات المتحدة الأميركية وساروا في ركبها وأذعنوا لسياساتها، ماذا جنوا؟ وعلى ماذا حصلوا سوى على التبعية والذل والمهانة".
وأشار الى ان "خيار التسوية مع الكيان الصهيوني الذي فرضته الولايات المتحدة الاميركية على العرب والفلسطينيين لم يثمر حتى الان سوى المزيد من تقديم التنازلات، وبالرغم من ذلك فان اسرائيل تطلب المزيد من التنازلات، وتفرض المزيد من الشروط، وتتجاوز هي واميركا كل الاتفاقات والمواثيق والعهود، ويقومان اليوم باجراءات تنهي القضية الفلسطينية وتقضي عليها، وصفقة القرن التي كشف نتنياهو عن أن الادارة الاميركية ستعلن عنها بعد الانتخابات الاسرائيلية مباشرة، هي أحد أخطر الصفقات والمؤامرات الهادفة الى إنهاء القضية الفلسطينية".
ورأى الشيخ دعموش "ان خيار التسوية لم يعط الأمة سوى الضعف والذل والهوان والضياع والهزيمة، وشجع اسرائيل على التمادي في عدوانها على فلسطين وقضم حقوق الشعب الفلسطيني، أما خيار المقاومة فقد أعطى العزة والعنفوان والنصر والقوة، وحرر الارض، وأعاد الحقوق، وفرض معادلات الردع وثبتها، وقيد اسرائيل وكبل يديها في لبنان، واليوم بعد العملية النوعية للمقاومة في افيفيم لم يعد من السهل على اسرائيل العدوان على لبنان، لانها باتت تعرف أن المقاومة لن تسكت على أي عدوان، وسترد في العمق الاسرائيلي بعدما أعلن سماحة الامين العام حفظه الله عن سقوط كل الخطوط الحمر أمام المقاومة".
وأكد ان "المقاومة لم تعد تعمل لتثبيت معادلة الردع فقط، بل انها حسنت من شروط الردع، حيث بات على الاسرائيلي أن يتوقع الرد الحتمي على أي عدوان من اي نقطة على الحدود مع فلسطين المحتلة".
الشيخ الخطيب: نسأل الحكومة عن موقفها ازاء القرارت الاميركية بفرض عقوبات على مؤسسات واشخاص ومصارف
ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب خطبة الجمعة في مسجد لبايا - البقاع الغربي، استهلها بالحديث عن "ضرورة استمرار معاني عاشوراء سلوكا وموقفا في مواجهة الظلم والفساد والانحراف"، مستعرضا "الدور الريادي الذي لعبه الشباب في كربلاء الذين أعاروا جماجمهم لله واظهروا أسمى آيات الشجاعة مع علمهم المسبق بأن النصر بعيد المنال وهم مقتولون لا محالة، ففي كربلاء عبر اصحاب الحسين من الشباب عن عشقهم للشهادة بما شكل استثناء في الامة، يكشف عن خلل في الرؤية السياسية للمجتمع وسوء فهم للدور الريادي للشباب، اذ ارادت السلطة السياسة آنذاك تضليل عنصر الشباب وحرفه عن دوره الرسالي".
واكد الشيخ الخطيب "أهمية تحصين الشباب بالعلم والمعرفة والايمان ليكونوا نواة اساسية في اصلاح المجتمع وبناء الاوطان، فهم ثروة الامة الحقيقية وأمل الحاضر والمستقبل الذي نعول عليه في النهوض الانمائي والاقتصادي والوطني، أسوة بما حققته دول متقدمة في بناء اقتصادها وازدهارها باعتمادها على الشباب، ولا سيما ان الغزو الثقافي الاستعماري يستهدف عنصر الشباب في حملاته الخبيثة وترويجه للرذائل وانتاجه لبرامج اعلامية وثقافية واعلانية تنشر الفساد وتشجع على الادمان على المخدرات والاستغراق في اللهو. من هنا فاننا ندعو الى تعميم ثقافة رسالية ترتكز الى القيم الايمانية والاخلاقية تحصن الشباب في مواجهة العولمة الثقافية والاعلامية، وعلى الدول العربية والاسلامية ولبنان في طليعتها، الاهتمام والعناية بعنصر الشباب من خلال توفير فرص العمل وتأمين كل مقومات الابداع والابتكار لاطلاق الطاقات الشابة ودعمها لتحقق النفع العام للمجتمعات والاوطان".
ورأى "ان لبنان ومحور المقاومة مستهدفان بحصار استعماري جائر يفرض عقوبات اقتصادية على دولنا وشعوبنا بغية اخضاعنا واضعاف بيئة المقاومة بتجويعها وتهديدها في لقمة عيشها حتى تتخلى عن المقاومة وتذعن لارادة المستعمر الجديد الذي يريد اخضاعنا لمشروعه، وما يتعرض له لبنان من قرارات اميركية جائرة بفرض عقوبات على مؤسسات واشخاص ومصارف يؤكد من جديد ان اميركا الداعمة للكيان الاسرائيلي في ارهابه وعدوانه، تعمل بعكس ما تدعيه من سعي لترسيخ الاستقرار في لبنان".
وقال: "من هنا لا نستطيع ان نفهم القرار الاميركي الجائر بفرض عقوبات على مؤسسات مصرفية وكيانات وشخصيات لبنانية الا بوصفه انهاكا وارباكا للاقتصاد الوطني، وهو يندرج في الاطار السياسي ويدحض ادعاءات الادارة الاميركية بالحرص على مصلحة لبنان وشعبه، وهنا نسأل الحكومة اللبنانية عن موقفها ازاء هذه القرارت التي تضر بوطننا وتهدد الاستقرار الاقتصادي".
اضاف: "نحن اذ ندعم خطة الطوارىء الاقتصادية التي أجمع عليها اللبنانيون في اجتماع بعبدا، شريطة ان تجنب المواطنين اعباء ضرائبية جديدة ولا ترهقهم باجراءات تطال الفقراء واصحاب الدخل المحدود منهم، فاننا ندعو الحكومة الى الاسراع في تنفيذ الخطة الاقتصادية بما ينعش الاقتصاد الوطني ويثبت سعر النقد اللبناني ويحرك الدورة الاقتصادية ويحصن الاقتصاد اللبناني في مواجهة العقوبات والحصار ومحاولات استهدافه. وعلى اللبنانيين ان يوفروا شبكة أمان سياسي تحمي الاستقرار المعيشي وتزيل التشنجات السياسية ما يستدعي اقلاع السياسيين عن المناكفات والسجالات العقيمة التي تنمي الاحقاد وتعيق مسيرة الاستقرار التي ندعمها وندعو الى تحصينها بالتضامن الوطني والتعاون بين مختلف المكونات السياسية".
واكد الخطيب "ان اسرائيل كانت ولا تزال مصدر الخطر ومنطلق الشر الذي يتهدد وطننا ومنطقتنا، وعلى جميع اللبنانيين ان يجندوا انفسهم للدفاع عن وطنهم والتمسك بالمعادلة التي حفظت لبنان وشعبه وحررت أرضه ووفرت الاستقرار له. ونحن نؤكد من جديد ان اسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام كما تعلمنا من الامام السيد موسى الصدر، وندعو اللبنانيين الى ابقاء ذاكرتهم مفتوحة على السجل الارهابي الحافل بالمجازر والجرائم التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في لبنان والدول العربية. من هنا نعتبر ان عملاء اسرائيل شركاء لها في اجرامها وارهابها، ولا يمكن ان تصبح العمالة وجهة نظر ونحذر من التعامل مع اي عميل خارج الاطر القانونية والوطنية والاخلاقية وفاء لدماء شهدائنا وصونا لوطننا وحفظا لتاريخنا".
واستنكر "بشدة الغطرسة الاسرائيلية المتمادية لرئيس حكومة العدو باعلان ضمه أراض في غور الاردن والضفة الغربية الى كيانه الغاصب في عدوان جديد يتحدى من خلاله المجتمع الدولي والقرارات الاممية، ونحن اذ نحمل الكيان الغاصب تبعات هذا القرار نطالب الشعوب والدول العربية والاسلامية باتخاذ موقف حازم يتجاوز بيانات الادانة والاستنكار ويرتقي الى تضحيات الشعب الفلسطيني البطل المطالب بالقيام بانتفاضة جديدة ينخرط فيها كل فصائل وقوى الشعب الفلسطيني لان الاحتلال لا يفقه الا لغة المقاومة التي أثبتت التجارب انها السبيل الوحيد لتحرير الارض وانقاذ المقدسات".
وتقدم الشيخ الخطيب بتعازيه الى "المسلمين والمرجعيات الدينية والشعب العراقي بشهداء كربلاء الذين قضوا في احياء مراسم اليوم العاشر من محرم"، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل، مؤكدا ان "احياء المراسم العاشورائية عمل ايماني يجسد احياء الشعائر الدينية التي تجدد الايمان وترسخ القيم والمفاهيم الايمانية لتكون مدارس نتعلم منها الصلاح والفلاح والتزام نهج الحق في مواجهة الشر والباطل، من هنا فاننا نشجب بشدة التعرض للمواكب الحسينية في نيجيريا وباكستان وغيرها، ونسأل الله ان يتغمد شهداء الامام الحسين برحمته الواسعة ويحشرهم مع الحسين وصحبه، ونعتبر هؤلاء الابرار أحياء عند ربهم يرزقون، فهم قضوا على ايدي عصابات ارهابية مجرمة تنهل من فكر تكفيري لا يفقه معنى الايمان ولا حقيقة الاسلام الذي أرسى اهل البيت دعائمه".
الشيخ حمود: بناء الأوطان يكون بالعدالة والأسلوب المطروح للمناصفة مرفوض بكل المقاييس
ركّزرئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة" الشيخ ماهر حمود، على أنّ"الموقف اللبناني كان موحّدًا ومميّزًا إزاء عمليّة "صلحا"، ولا نقول عمليّة أفيفيم، وما رافقها من تطوّرات، إلّا الفريق الّذي لم يتب بعد ولم يتقاعد عن علاقته مع العدو أو أصدقاء العدو، ولقد كان موقف رئيس الحكومة سعد الحريري مميّزًا عندما أكّد لهم وللرأي العام انّ الّذي خرق القرار 1701 هو الصهيوني وليس المقاومة".
ولفت في خطبة الجمعة، إلى أنّ "إزاء هذا الموقف المميّز، أرادوا لنا العودة إلى الوراء فأرسلوا العميل عامر الفاخوري من المطار وبشكل علني قانوني مزعوم، بحجّة سقوط محكوميّته بمرور الزمن، كما أرسلوا إلى المطار ضابطًا برتبة كبيرة في محاولة فاشلة لإعطائه غطاءً سياسيًّا وعسكريًّا".
وشدّد الشيخ حمود على أنّ "مثل هذا العمل الدنيء، من شأنه أن يعيدنا إلى الوراء، لولا أنّ هنالك أمنًا عامًّا وأجهزة أمنية واعية لخطورة مثل هذا الأمر". وأوضح أنّ "ليس بعيدًا عن هذا الأمر ومن زاوية أُخرى مختلفة ولكنّها تصبّ في محاولة دفعنا الى الوراء، ما يقال عن ضرورة المناصفة في الوظائف".
وأكّد أنّه "ليس هناك فيما أعلم جهة سياسيّة واحدة تعارض فكرة المناصفة، ولكن الأسلوب المطروح مرفوض بكل المقاييس، فلا يمكن تطبيق المناصفة بظلم فئة من الشباب نجحوا في امتحانات التوظيف في المجالات كافّة، ومن خلال مجلس الخدمة المدنية وما يشابهها من جهات تحوز على احترام الجميع، يحرم هؤلاء ظلمًا وتعسّفًا من حقوقهم بانتظار إقرار المناصفة، وبالتأكيد ليس هكذا تبنى الأوطان ويُحارَب الفساد". وشدّد على أنّه "لا بدّ أن يُوظَّف هؤلاء، من ثمّ توضع آليّة مناسبة من خلال قوانين تسنّ وإجراءات تتّخذ تحقّق المناصفة بشكل قانوني، وليس بشكل تعسّفي كما يحصل الآن".
وأعلن أنّ "في السياق نفسه، لا يجوز أن يُقال إنّ هناك موقوفين لأهل السُنّة، فهؤلاء لم يتمّ إيقافهم لأنّهم سُنّة بل لأنهم انخرطوا في أعمال غير قانونيّة يدينها الجميع، إرهاب أو دعم إرهاب"، مشيرًا إلى أنّه "ليس مقبولًا على الإطلاق ما يزعمونه: الموارنة يغطّون العملاء، السُنّة يغطّون الإرهاب، والشيعة يغطّون تجار المخدرات. هذه أقبح فقرة في حياتنا السياسيّة والقانونيّة، والجهة الّتي تستحق الاحترام هي الّتي تَرفع الغطاء عن المرتكبين لأيّ جهة انتموا".
كما نوّه حمود إلى أنّه "اختلط عند البعض مفهوم العدالة مع مفاهيم أُخرى، ونحن نؤكد في هذا السياق أنّ بناء الأوطان يكون بالعدالة، حتّى لو كانت عدالة توافقيّة، فالجميع يعلم أنّ الفارق كبير في الديمغرافيّة بين المسلمين والمسيحيين، ولكن المسلمين وقواهم السياسيّة بشكل خاص يريدون المناصفة تأكيدًا على إرادة العيش المشترك، يريدون هذا بملء إرادتهم، ودون ضغوط من هنا أو هنالك". وذكر أنّ "ما يحصل قد يدفع البعض إلى رفض هذا الأسلوب المنحرف في تطبيق المناصفة، وغير ذلك من الإجراءات المرتجلة وغير المدروسة".